فصل: عموم اللفظ وخصوص السبب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أصول في التفسير **


 عموم اللفظ وخصوص السبب

إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها، لأن القرآن كان نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه‏.‏

مثال ذلك‏:‏ آيات اللعان، وهي قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ من الآية 6‏]‏ ‏{‏إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ من الآية 9‏]‏ إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ من الآية 6‏]‏ ففي صحيح البخاري ‏"‏ ‏[‏أخرجه البخاري كتاب الشهادات باب إذا دعي أو قذف فله أن يلتمس البينة وينطلق لطلب البينة‏.‏ حديث رقم ‏(‏2671‏)‏‏.‏

‏]‏ من حيث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ البينة أو حد في ظهرك، فقال من الحد، فنزل جبريل، وأنزل عليه‏:‏ ‏{‏إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ من الآية 6‏]‏

فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره، بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال‏:‏ يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع‏؟‏ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك‏.‏ فأمرهما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالملاعنه بما سمي الله في كتابه، فلاعنها‏.‏ الحديث ‏[‏أخرجه البخاري كتاب التفسير سورة النور باب قوله عز وجل ‏{‏وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ}‏ الآية ‏.‏ حديث رقم ‏(‏423‏)‏ ومسلم كتاب اللعان حديث رقم ‏(‏1492‏)‏‏.‏

‏]‏‏.‏

فجعل البني ـ صلى الله عليه وسلم ـ حكم هذه الآيات شاملا لهلال بن أمية وغيره‏.‏